...الأخوَة أيها الإخوة

...الأخوَة
أيها الإخوة





*اخو تاه ...


يا لهف نفسي على خلَ افتقدت يداي يداه ...


يا لهف نفسي على أخ كان ودي ودًه... كان يجمعنا رباط
فتناثر عقده.


كان لا يفارقني سبيلا فكيف بغول الطريق بعده ؟.


وكأنها الدنيا تأبى حبيبا تديمه فما يلوح حتى ترده .


وكيف صفاء العيش للمرء بعدما تغيب عنه رهطه وحبه ؟


أما كان ربي ربه؟ أما كان قصدي قصده؟ أما كنا إذا
باشرنا معا أمرا تدنو أقاصيه ويهون أشده ؟


يايايايا قوم ،إني أريد أخي هذا فمن ذا يدلن عليه حتى
أرده!! .


أن هذا الصديق ..؟ أين هذا الأخ الحبيب ...؟ أين أين
..؟


آه من زمن اخذ فيه
الناس أهوائهم آلهة من دون الله !


آه من زمن عبد الناس فيه المادة وأقبلوا على المنافع
والمصالح !


آه من زمن الفرقة والشتات، آه على زمن قانون > هات
هات <،زمن الجلب دون العطاء ،زمن
الأنانية وحب الذات ،بل قل عبودية الذات ، زمن القلوب المظلمات ، آه على زمن
الأفاعي والحياَت.


*اخو تاه ...


نريد أن تصفو قلوبنا بعد هذا الكدر الذي أفرزه واقعنا
المرير ، فإن أساس قضية "الأخوة " صفاء القلب لله ، هذا الصفاء الذي
يثمر طمأنينة الفِِؤاد ، وراحة البال ،وهدوء الضمير ، فلا نرتقب خوف الغدر وحسد
الأعين أذى الأيدي وكيد القلوب وحقد النفوس .


إنها ظلال الحب في الله لا أخوة المصالح وصداقة
المنافع التي شاعت في هذا العصر ، نحتاج إلى أخ كالمرآة الصافية يقيل كل واحد منا الآخر من عثراته ،
يحوطني وأحوطه من ورائه ، يقيمني وأقيمه ، فأين هذه الأخوة ؟؟...


من أين لي والمنى ليست بنافعة
خلٌ أرى فيه أغراضي وأخباري ؟


إن مسني الخطبُ لًََبىَ ثُم عَني
يَصرفُهُ ولو خاض فيه لُجًة النَار


*اخوتاه...


سأضرب صفحا عن مناشدكم هذا الأخ الحبيب ، إذ السبيل
إلى إيجاده يبدأ عمليا من ذات كل واحد منا ، إنني كي أجده لا بد أن أبدأ بنفسي
فأكون أنا أخاك ٌبل أن أنتظر أن تكون أنت أخي نعم


-أٌخًي- كن أنت أخاً لكل من ترجوا منه نظير ذلك تجد
جزاءك وفاقا.


تعالوا بنا نعد بناء صرح الأخوَة الشامخة ، فو الله
إني أحبكم في الله ، وأسأل الله تعالى أن يظلنا جميعا بظله يوم لا ظل إلا ظله.


تعالوا لنداوي تلك الآفات ، فإن نسيجنا الأخوي يحتاج
إلى إصلاح وتجديد وصيانة ، فتلك الروابط التي كانت تجمع قلوب الأخوة قد بليت ، و
الحاجة ملحة إلى إعادة إقامتها من جديد.



تعالوا
لنعيد ترتيب منظومة الأخوة ، وهذا لا ينم إلا بالعودة لتبيين الأهداف والسبل التي
شرعها الله لنا للوصول لتلك الغايات ، فإذا كان هدفنا هو بناء المجتمع الإسلامي
الذي ننتمي إليه ولله الحمد ،فإن لبنة هذا المجتمع تنبع من صرح الأخوة. فهلم بنا
أخوتاه نسر لحمة واحدة وكفانا فرقة من أجل عرض من الدنيا قليل.


فإذا لم تقرب القرابة قاطعا فالمحبة أقرب الأنساب