أسعد اللحظات

,,, أسعد اللحظات ,,,


قد تمر بنا لحظات نشعر فيها بــالسعادة .. ونظن حينها أننا بلغنا قمتها..

لكن سُرعان ما تزول هذه السعادة .. لأنها متعلقة بالدنيا .. نعم بالدنيا ..

فالدنيا زائلة وسعادتها مؤقته .. لأننا نسعد لحظه ونحزن لحظات بسببها وندعو الله أن يرزقنا قلوباً مؤمنه ..

تُعطي القليل وتأخذ الكثير من وقتنا وجهدنا وفكرنا..



لكـــــــــن ....


لماذا تذهب هذه السعادة بعد تحقيق الهدف الذي سعدنا من أجله ؟؟

سؤال يحتاج إلى إجابة ووقفة !!

فإذا كان المرء تاجر يجمع ليل ونهار الأموال الطائلة ..

ويبني القصور الهائلة .. ويمنع الزكاة الواجبة .. ويحقق طموحاته الفانية ..


سيسعد للحظات لكن ثم ماذا بعد كل هذا ؟؟

الآن سأُجيب عن تساؤلي !!

بعد كل هذا موت ثم قبر ثم حساب ثم جنة أم نار ..

هذه الحقيقة التي تغافلنا عنها حتى تناسيناها ..

فإذا حققنا آمالنا وطموحاتنا غمرتنا السعادة وكأن الدنيا حيزت لنا ..

لكن إذا أذنبنا وعصينا نطقنا بعبارة ورددناها بدون استشعار لمعناها ..

وهي : استغفر الله

ثم سرعان ما نصمت ولا نتوب !!

حالنا هكذا لكن إلى متى ... ؟!


نحن لا نطالب البشر بترك السعي وطلب الرزق .. وتحقيق أهدافهم

الدنيوية النافعة ..


لكــــــن ....


لماذا تغافلوا عن هدفهم الحقيقي وهو عبادة الله عز وجل والسعي

لرضاه ..


قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "56" ) .. " الذاريات "

ومصيرهم الأبدي الذي حتما سوف الكل يلقاه ..

قال تعالى : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا.

وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ. فَسَوْفَ يَدْعُو

ثُبُورًا. وَيَصْلَى سَعِيرًا. إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا. إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ.

بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}


أحبتي في الله :



أسعد اللحظات هي التي نعيشها في كنف طاعة الرحمن ..

فتملى قلوبنا الخشية والإطمئنان ..

وتدمع عيوننا من الوجل من الوقوف بين يدي رب الأرباب ..

أسعد اللحظات في صيام النهار ..

وقيام الليل والناس نيام ..

والإستغفار بالأسحار ..

والإنفاق في سبيل الغفار ..

والحرص على الأوراد والأذكار ..

أسعد اللحظات عندما ندخل السرور على مسلم ..

بإبتسامة صادقة .. ومن القلب نابعة ..

وبالكلمة الطيبة التي تؤلف بين القلوب .. وترضي علام الغيوب ..

أسعد اللحظات عندما نحترم الكبير .. ونعطف على الصغير ..

ونحمل همّ الفقراء والمساكين .. والأيتام والمشردين ..




لكـــــــ قمة السعادة ــــــــن....

عندما تثبت أقدامنا في الجنه ..

ونرى وجه الكريم فهي السعادة الحقه..

حينها نأمن من الخوف والشقاء .. ونرتاح بعد العناء ..

ونسعد بعد الأحزان .. وننال بصبرنا الرضوان ..


***


وصدق القائل :

أحزان قلبي لا تزول

حتى أُبشر بالقبول

وأرى كتابي باليمين

وتقر عيني بالرسول


***



أخيــــــرا ...


لنسترخي قليلا ونطلق العنان لفكرنا ..

ليخوض في نسج كل الأحلام والآمال ..

نتأمل الأتراح و الأفراح ..

فهل هذه الأتراح تساوي غمسه في نعيم الجنان ..

وهل هذه الأفراح تساوي غمسه في النيران .. اعاذنا الله منها

ففي الجنه مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


فما أروع الجنان وأعظم منّ الرحمن ..

لكن هذا النعيم لا يُنال إلا بالصبر على الطاعة ..

والأمانة في أداء العبادة ..

فيا أيها الراغب في الجنان ..

اثبت على التقوى والإحسان..

وارض الرب المنان ..


قال تعالى : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ

وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ

وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) [ الحديد: 21 ] .



فلا تقنط من رحمة الله بسبب ذنب استهواك !!


فقد قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن

رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )


بل اسعى جاهداً لنيل أعلى المراتب في الجنه ..


وأثبت على أن تكون داعية ..


بتعاملك السوي وخلقك الحسن ..


ازرع الخير في قلبك وقلوب من حولك ..


فلقد قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام :


(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه .




جعلنا الله واياكم من احسن الخلق أخلاقاً وأقربهم لله رضاً وحباً


<<<منقول

آمين يا رب ، موضوع حقا رائع